ثقافيةعاجل

باحثون بريطانيون ينفذون مسوحات لمدينة أثرية في البصرة بناها الاسكندر المقدوني

أعلنت هيئة الآثار والتراث في محافظة البصرةأن فريقاً من الباحثين وعلماء الآثار البريطانيين يواصل إجراء مسوحات جيوفيزيائية في موقع مدينة أثرية كبيرة بناها الاسكندر المقدوني، وكان يظن العالم حتى عهد قريب انها مفقود.

وقال مدير الهيئة في البصرة قحطان العبيد  إن “بعثة من الباحثين وعلماء الآثار البريطانيين من جامعة مانشستر تتواجد في المحافظة لإجراء مسوحات رادارية (جيوفيزيائية) في موقع مدينة (خاراكس) الأثرية من أجل رسم مخططات متكاملة للمدينة التي بناها الاسكندر المقدوني قبل الميلاد بمئات السنين”، مبيناً أن “المسوحات الرادارية كشفت عن مبانٍ كثيرة مطمورة تحت الأرض، منها قصور ومعابد”.

ولفت العبيد الى أن “(خاراكس) أكبر المدن الاسكندرية (الاسكندريات) المكتشفة، ومنها الاسكندرية المصرية، حيث تشغل مساحة شاسعة لا تقل عن 650 دونماً، والعثور عليها قبل أعوام قليلة يعد اكتشافاً استثنائياً لاقى اهتماماً عالمياً واسعاً”، مضيفاً أن “المدينة كانت تضم الميناء الرئيسي للعراق القديم، وكانت لها صلات تجارية واضحة المعالم مع بلدان بعيدة من بينها الصين”.

وأشار العبيد الى أن “في المستقبل القريب من المستبعد اجراء تنقيبات أثرية في الموقع لأسباب متعددة، وما يهمنا حالياً هو انجاز مسوحات علمية متكاملة”، معتبراً أن “من أبرز أسباب تأخر اكتشاف المدينة التاريخية أن موقعها كان لغاية عام 1979مغموراً بالمياه امتداداً للأهوار، وخلال حرب الخليج الأولى (حرب الثمانينات) كان الموقع مسرحاً لعمليات عسكرية”.

وأكد مدير هيئة الآثار والتراث في المحافظة أن “طموحنا يتجه الى تحويل موقع المدينة الأثرية العظيمة الى منطقة جذب سياحي ذات شهرة عالمية”، موضحاً أن “تحقيق هذا الطموح ليس سهلاً لكنه غير مستحيل”.

يشار الى أن (خاراكس) هي مدينة تأريخية أنشأها الاسكندر الثالث المقدوني سنة 324 ق م، وغالبية الآراء كانت تشير الى أن المدينة تقع قرب مدينة المحمرة ضمن محافظة خوزستان الإيرانية، وبعض الآراء كانت تفيد بأنها تقع في محافظة ميسان، وهناك من كان يعتقد انها قرب قضاء أبي الخصيب الواقع جنوب محافظة البصرة، لكن دراسات حديثة نسبياً تضمنت أدلة عملية قوية تفيد بأن (خاراكس) الضائعة تقع في ناحية النشوة التابعة إدارياً لقضاء شط العرب، وتحديداً في قرية قريبة من حقل مجنون النفطي.

وكان الاسكندر أنشأ امبراطورية كبرى امتدت حدودها من سواحل البحر الايوني غربا الى جبال الهيمالايا شرقاً، وأسس عدداً من مدن العالم القديم، بعضها معروفة منذ زمن غير قريب مثل مدينة الاسكندرية في مصر، وأخرى كانت حتى عهد قريب مجهولة الموقع مثل (خاراكس) التي زارها الامبراطور الروماني تراجان سنة 116 ق.م وأبهرته عظمتها، كما تحدثت العديد من المصادر عن حركتها التجارية النشطة، وهذه المدينة اندثرت دون أن تترك أثراً ظاهراً يشير الى موقعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى