سياسيةعاجل

هذا ما قاله الکاظمي في کلمته في ذکری استشهاد السید الصدر

نص كلمة رئيس مجلس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي خلال حضوره الاحتفال المركزي لحزب الدعوة في الذكرى السنوية (42) لاستشهاد المرجع السيد محمد باقر الصدر (قدس) وأخته بنت الهدى والتي تتزامن مع الذكرى (19) لسقوط الطاغية بغداد – 9 نيسان 2022

بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

نجتمع اليوم في ذكرى شهيدٍ عظيمٍ، نجتمع اليوم في ذكرى شهيدة عظيمة مثل بنت الهدى، الذين ظُلموا على يد الظلم والاستبداد… الشهيد السعيد محمد باقر الصدر (قدس)، حمل همّ العراق والعراقيين. كان وسيبقى ملهماً لنا جميعاً، في إحقاق الحق وقول كلمة العدل والإنصاف، والتمسّك بكل قيم العادلة والإيمان بالقضايا العادلة.

هكذا كان الشهيد الصدر، صاحب القضية الإسلامية، وصاحب القضية العراقية والإنسانية؛
وهكذا كانت مواقف كل شهداء العراق، وهكذا كانت المُثل العليا؛ هي التي أتى منها الأبطال ليقدموا أنفسهم من أجل الإنسانيّة ومن أجل الإسلام ومن أجل العراق. هكذا كان الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر، وهكذا كان الشهيد، «شهيد المحراب»، السيد محمد باقر الحكيم.

نعم… نتعلم من كل شهداء العراق، أن نتمسّك بالحق وبالمواقف البطولية. ونتعلم منهم أن نكون أصحاب الكلمة الجامعة، أصحاب الخطاب الوطني البعيد عن الحساسيات والعصبيات، حتى تكون مواقفنا لأجل الناس، فنؤسس دولة ذات حكمٍ رشيد، أساسها العدل واحترام حقوق الإنسان وصونها، وأداء الواجبات على أكمل وجه…

من هنا، أدعو الجميع إلى التعلّم من أخطاء الماضي، حتى لا نكرر أخطاءً وقعنا فيها، ولا نعيد إنتاج مآسٍ ذقنا لوعتها. اليوم بين أيدينا فرصة وأمل، وعلينا استثمار هذه الفرصة لأجل مستقبل أبناءنا.
بناء الدولة وخدمة المواطن والعمل على بناء مؤسسات الدولة هو المطلب الأهم. بناء الدولة يعني إعمار وإصلاح وصحة وتعليم، وتعزيز حضور مؤسسات الدولة ودورها في بناء قوات مسلحة، وإصلاح اقتصادي، واقتصاد قوي، وأرض يحميها الجيش وقوات مسلحة بكل صنوفها ضد كل التحديات. بناء الدولة – كما ذكرت – يعني اقتصاد قوي يكون في خدمة المواطنين وخدمة الفقراء وكل شرائح المجتمع؛ وتعاون وشراكة مع المحيط والعالم…

هكذا نريد أن نرى العراق، يليق بالعراق وبسمعة العراقيين وبتاريخ العراق الكبير. وبهذه المناسبة ندعو قوانا السياسية الوطنية إلى استكمال كل الاستحقاقات الدستورية، والعمل بروح فريق العمل الواحد، وبالروح التضامنية.

علينا الالتفات، في هذا الظرف الصعب في العالم، إلى الأزمات الدولية الحالية التي تؤثر على كل دول العالم، والعراق ليس بعيداً عن هذه الازمات، وواجبنا حماية شعبنا من أي انعكاسات لهذه الأزمات على صعيد حياة المواطنين. إيماننا العميق بأن تتحقق تطلعات الشعب العراقي، وهذا مقصد وغاية الجميع مهما اختلفوا. الجميع متفق أننا في خدمة العراق؛ مهما كانت الخلافات يبقى هذا العنصر هو المشترك بيننا جميعاً.

ومن هذا المنبر، وفي هذا الشهر الكريم، شهر رمضان شهر المحبة والتسامح، وشهر الشهادة الذي استشهد فيه الإمام علي (عليه السلام) من أجل الإنصاف وجمع شمل الأمة؛ وفي ذكرى الشهيد محمد باقر الصدر، الذي كان عبرة واستشهد في يوم 9 نيسان، وسقط الديكتاتور في يوم 9 نيسان، هذه العبرة الإلهية يجب أن نقف عندها كثيراً…

أدعو كل الإخوة بكل القوى السياسية التي تشكل مجلس النواب إلى تمرير قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي، فهو مهم جداً، دون تفريغه من محتواه من أجل خدمة المواطنين. هذا القانون هدفه توفير الحماية اللازمة لشعبنا، وسط أزمات دولية لا نستطيع أن نتحكم بتداعياتها، والحكومة مسؤولة أمام شعبنا في وضع السياقات الصحيحة لحماية أمنه وتحقيق التنمية والحراك الاقتصادي في هذه المرحلة الحساسة.

إخواني أخواتي…
لا أريد الإطالة عليكم، أو أثقل عليكم في هذا الشهر الكريم الفضيل…
ولكن من موقع المسؤولية والأخوّة التي ربطتني بالعديد من الإخوة الحاضرين في هذه القاعة، تجربة طويلة من أيام المعارضة العراقية، مرّينا جميعاً في مراحل صعبة… عبرناها… عبرتها الحركة الوطنية، بكل قواها الإسلامية والكردية والقومية والوطنية… أدعوكم أن تكون قرارتكم السياسية بمستوى تطلعات الشعب العراقي العظيم.

شعبنا ينتظر تأسيس حكومة عراقية إصلاحية طال انتظارها، وأرى أن لدينا جميعاً مهمة وطنية نشترك بها، وهي الانتقال من لغة الاستعصاء والانسداد إلى لغة الاتفاق والثقة والتعاون، ومن خنادق المواجهة والاتهامات والأزمات إلى خندق بناء الوطن وتحصينه من كل الانسدادات، وحل أزماته وإصلاح منظوماته من أجل مستقبل أجيالنا.

في الختام، أتمنى على الجميع، أن نعمل سويّةً، لبناء البيت العراقي، والابتعاد عن الخلافات لمستقبل العراق… وعليه يجب أن نتعاون جميعاً في هذا المجال…

رحم الله شهيدنا الكبير وأخته العلوية بنت الهدى
رحم الله شهداء العراق جميعاً
رحم الله كل من ضحى وبذل لأجل العراق الغالي والنفيس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى