تستعد المكتبة المركزية لجامعة الموصل، إحدى أكبر الجامعات العراقية، لاستقبال القراء مجدداُ ورفدهم بمختلف الكتب، بعدما تعرضت له من حرق ودمار على يد عناصر تنظيم “داعش”.
ولطالما عُرفت الموصل بمكتباتها الزاخرة بالكتب النادرة المحفوظة منذ مئات السنين. لكن إبّان سيطرة “داعش” على المدينة، منع التنظيم السكان من قراءة المؤلفات التي تتعارض مع أفكاره تحت طائلة العقاب.
خلال تلك السنين، أكلت نيران الحرائق التي أضرمها عناصر التنظيم آلاف الكتب في القانون والأدب والعلوم والفلسفة، فيما بيع الثمين والنادر منها في السوق السوداء.
ويستذكر المدير الفني للمكتبة محمد يونس وضعها قائلاً: “عندما وصلنا رأينا أن الكتب أُنزلت من الرفوف إلى الأرض وهي محترقة”.
وعلى الرغم من الخسائر التي لا تُقدّر بثمن، ستعيد هذه المكتبة المركزية فتح أبوابها مجدداً نهاية شباط/فبراير الجاري، بعد جهود كبيرة ودعم إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
وأعيد ترميم المكتبة الممتدة على 4 طوابق مع واجهات زجاجية داكنة أنيقة، لتضم في مرحلة أولى 32 ألف كتاب، إضافة لمؤلفات أخرى يمكن الوصول اليها إلكترونياً. ويُتوقع أن تضم في نهاية المطاف نحو مليون كتاب.
ويقول يونس لوكالة “فرانس برس”: “في الماضي، كان لدينا أكثر من مليون كتاب تقريباً، بينها نادر وغير موجود في أي جامعة أخرى في العراق”، مشيراً إلى أن 85% من محتويات المكتبة التي أسست عام 1967 تعرضت لأضرار، و”لم نتمكن من إنقاذ إلا قسم النوادر والخزانة وجزء بسيط من المؤلفات الأجنبية”.
ولتعويض ما ضاع من مؤلفات، “تبرعت جامعات دولية و عربية بأعداد ضخمة من الكتب” من أجل “أن تنهض المكتبة المركزية مجدداً”، وفق يونس الذي يشير أيضاً إلى تبرعات أخرى من “شخصيات بارزة من الموصل وعموم العراق من مكتباتهم الشخصية”.
وإلى جانب مكتبة “جامعة الموصل”، هناك “مكتبة الأوقاف” التي كانت تضم مخطوطات عمرها 300 أو 400 عام، لكن “جميعها اختفت” وفقاً لمسؤول المكتبة أحمد عبد أحمد، فضلاً عن “مكتبة الموصل المركزية” التي أعيد افتتاحها بعد أعمال ترميم نهاية عام 2019، وهي مؤسسة عامة أسست عام 1921، وكانت تحتوي 121 الف مؤلف بينها كتب ومجلات يعود تاريخ بعضها الى نحو 100 عام، بحسب مديرها جمال العبد ربه.